انتهت بطولة أسيا لكرة القدم وخرج منها العرب " صفر اليدين "
بأستثناء قطر
التي نجحت في التنظيم وابدعت في الافتتاح لقد كتبت في بداية الدورة أن المراكز
الأربعة سوف تكون لغير الفرق العربية ولم يكن ذلك تشائماً او ضرباً من الخيال بل
اعتماداً علي واقع حقيقي لكرتنا العربية الأسيوية واقع لا نرغب الاعتراف به
....
أن الدول الاسيوية التي وصلت الي المربع الذهبي تجاوزتنا بمراحل لانها
منذُ سنوات إتبعت الطرق العلمية السليمة في كيفية إعداد منتخباتها الرياضية صحيح أن
في السنوات العشرون الماضية كانت المسافة قريبة بيننا او كنا نسبقهم في بداياتهم
لكنهم استفادوا من الزمن ولم يضيعوه هباء كما حدث لكرتنا العربية ...
لقد أهتموا
بفرق الناشيئين واتاحوا لهم فرصة المشاركة في كافة البطولات الخارجية وعلموهم كيفية
الانضباط في التدريب واللعب بحيث لا يصل اللاعب لمنتخب الكبار الا وقد حفظ عن ظهر
قلب مركزه في اللعب وكيفية التحرك في الملعب والتعاون مع الاخرين كما هومحدد له في
خطة اللعب كذلك تمت إقامة مسابقات للدوري قوية وناجحه يحتك فها اللاعب ويطور
امكانياته وخلق عدة فرص لكثير من لاعيبيهم الموهبين للاحتراف في الخارج واللعب مع
الفرق الأوربية القوية مما عاد عليهم بالنفع والتطور كما أستفادوا من مشاركة
اللاعبين الأجانب في الفرق المحلية مما شكل إضافة جديدة خاصة من اللاعبين الصغار
الموهبين الي جانب تعاقدات انديتهم مع مدربين في المستوى المطلوب ..
كرتنا
الخليجية الأسيوية لا أحد ينكر التقدم التي أحرزته في بدايتها مع توفر الملاعب
والبنيه التحتية الرياضية والتعاقد مع المدربين العالميين حيث حققت المنتخبات
العربية عدة بطولات اسيوية ووصلت عدة مرات لكأس العالم لكن في الحقيقة وقفنا عند
نقطة معينه لم نعد قادرين علي تجاوزها
وفي كل مرة نقوم بتغيير المدربين
ونحملهم مسئولية الاخفاق في كل بطولة لأنه الحل الاسهل لإرضاء جماهير الكرة ...ان
الواقع الحالي للكرة الاسيوية لا يبشر بخير لكرتنا العربية وسوف تضل بعيدة عن منصات
التتويج سنوات طويلة وأملها الوحيد هي بطولة الخليج العربية لان الحال قريب من بعضه
...ان الكرة الاسيوية بصفة عامة لازالت تفتقر الي اللاعب الموهوب مثل يوسف الثنيان
علي سبيل المثال ولهذا تعتمد في اغلب فرقها علي اللاعب المصنع الذى يشكل 70 % من
الفريق مع الاعداد البدني الجيد...ولان غير العرب يعرفون ذلك جيداً فهم يعوضون نقص
الموهبين بالقوة والسرعة وبقية عناصر اللياقة البدنية وينضبطون في كل شيئ ويتحركون
في الملعب وكأنهم ألات تنفذ ما طلب منها مراقبه جيدة ولصيقه في خط الظهر وتحرك
باستمرار وتغيير المراكز في الوقت المناسب في الهجوم ومراقبه ولعب السهل الممتع في
وسط الملعب وحتى بعد نهاية المباراة تجد اللاعبون بنفس لياقتهم البدنية التى بدأو
بها ولا خروج عن الروح الرياضية حيث يكون تركيزهم بالكامل علي اللعب فقط وبالتالي
لايفقدوا أى لاعب بالبطاقة الحمراء لمجرد تصرف طائش لاعبنا العربي رغم معرفته
بضرورة تفوقه البدني اذا أراد أن يجاري لاعبوا أسيا الاخرين لكنه لا ينضبط في
التدريب واللعب وذلك بطبيعة مجتمعاتنا العربية التي لا تتمشى مع نظام
الاحتراف
فاللاعب العربي اذا عادت جدته من الحج يتغيب عن التدريب كم يوم
لاستقبال المهنئين وأذا وضعت زوجة أخيه مولوداً غاب كذلك وأذا توفى جاره يصر علي
المشاركة في مراسم الدفن والعزاء وفي شهر رمضان يتدرب علي قدر الصيام وفي الأعياد
يسرح مع النشويات والحلويات ولايجد من يحاسبه علي زيادة الوزن ...أن كرتنا العربية
كرة مزاج قد تنجح في دورياتنا المحلية الضعيفة التى لا نعرف بحقيقتها الا عندما
نقابل الاخرين ولا نستطيع فعل اى شيئ معهم ...أن الكرة الأن أحتراف اى تفرغ بالكامل
للتدريب واللعب والانضباط واذا لم تتغير العقلية العربية الادارية والمدريبين
واللاعبين لتنتقل الي تطبيق الاحتراف الحقيقي بالمحافظة علي مواعيد التدريب واللعب
والضبط والربط والبعد عن العاطفة وعشق نجوم الفرق الكروية فلن تلحق الكرة العربية
الأسيوية بالقطار المسرع الذى ركبته اليبان وكوريا الجنوبية – استراليا – كازخستان
...
وسنضل نشارك في المرات القادمة لمجرد المشاركة وليس لتحقيق البطولات لان
زماننا الكروى قد ولى وعلي اتحادات الكرة العربية ان تعيد النظر في مخططاتها حتى
لاتكون مثل العرب الذين يتغنون دائماً بأمجادهم الماضية بينما سبقهم الآخرون في
كافة المجلات ...لازالت الفرصه متاحه ٌلإصلاح الواقع الكروى أن كنا جادين في الوصول
الي منصات التتوييج الاسيوية والعالمية .