||| الشاااااااااااااب والعجوز |||
مع كل بزوغ فجر جديد تستيقظ في الصباح الباكر تخرج الى الجبال مع ماشيتها كالعادة تذهب الى الحقول في أعالي الجبل لتأخد لها مكان بين الأشجار تحت الظل الوارف..!
مإن تجلس تحت الأشجار حتى تغمض عينيها لتذهب بها الذاكرة بعيدا هناك الى المسجد الحرام الى الكعبة المشرفة التي كانت تحلم بزيارتها منذ أن كانت صغيرة كانت تحلم وضلت تحلم ستبقى تحلم بزيارة ذلك المكان المقدس..!!
في المساء عندما تعود الى بيتها تجد أطفال القرية ينتظرونها في الطريق على أحر من الجمر حتى تحكي لهم قصة جديدة من قصصها المشوقة..!!
لاأحد في القرية يعرف قصتها وكيف جائت الى القرية إلا القليل منهم أما البقية فلا يعرفون عنها شيئا سوى أنها تلك العجوز الطيبة التي تعيش في الكوخ وحيدة..ترعى الماشية تقول أن والدها كان قد تركها لها لأنها كانت وحيدته..
لم يكن المعجبون بقصصها من الأطفال فقط بل حتى الكبار الذين يعرفون أن لها نصيب من الحكمة في بعض الامور..ويعتبرونها مرجعا يرجعون إليه في بعض أوقات الشدة التي تمر بها القرية..!!
كان بعض شباب القرية يسخرون منها ويطلبون منها الزواج حتى تذهب للجح ..كان هذا الأمر يزعجها كثيرا..بحيث أن بعض صعاليك القرية أتخذوها مدعاة للسخرية بين أهل القرية..!!
عندما تنهي قصصها اليومية يتفرق الشمل؛ ويذهب الأطفال الى بيوتهم لتبقى العجوز وحيدة تحلق ببصرها في السماء.. تتأمل النجوم وتتسأل من ياترى يتزوج سيدة عجوز طاعنة في السن مثلي.!؟
قبل أن تنام تصلي ركعتين.. وتتوجه الى الله بالدعاء؛ راجيتا منه أن يوفقها وأن يلبي رغبتها الأبدية..!!
في صباح يوم مشمس جميل إقترب منها شاب مهذب حسن الهندام..بهي الطلعة سلم عليها ..إعتقدت في الوهلة الأولى أنه من شباب القرية..همت بضربه فرئته واقفا لايتحرك توقفت وبدئت تنظر اليه سألته عن نفسه..فأجابها أنه من المدينة وقد عرف قصتها من أحد سكان القرية الذي إلتقى به في السوق وحكى كل شيئ.. سكتت العجوز هنهية ولم تدري ماتقول .. سألته مذا يريد منها ومذا يمكنه أن يفعل !!.إبتسم الشاب إبتسامة عريضة مليئة بالسرور ..أخبرها أنه يريد الزواج بها كي تذهب الى الحج وتحقق رغبتها التب ضلت تحلم بها..
لم تصدق العجوز ماتسمعه إغرورقت عيناها بالدموع وهي تسأله هل حقا ماتقول يابني..إقترب منها الشاب وأخد يقبل رأسها وهي تحمد الله..رغم كل هذا الكلام الطيب ..كانت تحس بفرحة مصحوبة بالحذر ذهب الشاب وعاد اليها بعد مدة تزوج بها وإتفقت معه على أن يعود إليها بعد أسبوع..
أخدت العجوز تجمع ماتملكه من ثياب وتستعد للرحلة المباركة الموعودة وتتسأل في قرارت نفسها هل فعلا سيعود الشاب كما قال.. ؟أم أنها خدعة كسابقاتها ..هكذا قضت أيام الأسبوع الأخير في تساؤلات وشكوك..!
جاء اليوم الموعود التي كانت تنتظره طول حياتها لبست أحسن الثياب وكأنها طفل في يوم العيد كانت تحس فرحة لم تحس بها من قبل جاء بعد أهالي القرية يحيونها ويسلمون عليها ويتمنون لها حجا مباركا وأن تعود إليهم سالمة غانمة..لم تكن العجوز تهتم بكلامهم بل كان جل إهتمامها في الشاب وهل سيأتي أم سيخلف وعده..بعد لحضات ظهر الشاب قادما من بعيد ويحمل معه حقيبة ..قبل أن يصل إليها بدئت تودع أهل القرية..وتعدهم ألا تنساهم من الدعاء..!
كان ماكان وذهبت العجوز الى البيت الحرام متعت عينيها بالكعبة المشرفة وقضت شعار الحج وعادت الى القرية.. وعند العودة أخبرها الشاب أنه سيطلقها.. فطلبت منه ألا يطلقها وأن يذهب وينساها ..
في تلك المدة كان أصدقاء الشاب يسخرون منه ومن زواجه بعجوز..لكن الشاب لم يكن يبالي بكلامهم.. ومرة سنوات طويلة أراد الشاب زيارتها.. وعندما ذهب الى القرية عرف أنها ماتت وتركت له صكا بأملاك عبارة ان أراضي كان عمها تركها لها .. وهكذا أصبح الشاب من أصحاب الأملاك بفضل ذلك العمل الذي قام به والذي جزاه له عنه ولو بعد حين..فسبحان الله الذي يرزق عباده من حيث لايحتسبون
حزن الشاب وحزنت القرية على تلك المراة العجوز التي قبضها الله اليه بعد ان حقق منيتها..
كان أطفال القرية يزورون قبر العجوز كل يوم جمعة يترحمون عليها ويجلسون في المساء يعيدون قصصها المشوقة.. وفي ختام تجمعهم يدعون لها..ويتمنون لها الجنة...وجعل الله مثوانا ومثواكم الجنة لا تنسونا من صالح دعائكم