القصة الأولى : اعتني بنفسك أولا وأخيرا
تأمل لهذه القصة
* انتقل رجل مع زوجته إلى منزل جديد وفي صبيحة اليوم الأول وبينما يتناولان وجبة الإفطار قالت الزوجة مشيرة من خلف زجاج النافذة المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما انظر يا عزيزي إن غسيل جارتنا ليس نظيفا .. لابد أنها تشتري مسحوقا رخيصا..
ودأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل..
وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها وقالت لزوجها انظر .. لقد تعلمت أخيرا كيف تغسل.
فأجاب الزوج: عزيزتي لقد نهضت مبكرا هذا الصباح ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها !!.
* قد تكون أخطائك هي التي تريك أعمال الناس خطأ فأصلح عيوبك قبل أن تنتقد عيوب الآخرين ولا تنسى أن من راقب الناس مات هماً.
احياناً تكون المشكلة نابعة من انفسنا وبناءً عليها نحكم على تصرفات الآخرين
ان صفاء النفس ونقاءها والإرتقاء بها عن الشوائب يجعلنا نحسن الحكم على الأمور
ونرى الآخرين بمنظار خالي من العيوب .. وبالتالي نتمكن من الحكم عليهم بموضوعية .
++++++++++++ـ
القصة الثانية : اجمع ريش الطيور أو امسك لسانك
ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة، وما إن عاد إلى منزله، وهدأت أعصابه،
بدأ يفكر باتزان: كيف خرجت هذه الكلمة من فمي؟! سأقوم وأعتذر لصديقي
بالفعل عاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد قال له: أنا آسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا
مني، اغفر لي
وتقبل الصديق اعتذاره، لكن عاد الفلاح ونفسُه مُرّة، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه
لم يسترح قلبه لما فعله.. فالتقى بشيخ القرية واعترف بما ارتكب،
قائلا له: أريد يا شيخي أن تستريح نفسي، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي
*******
قال له الشيخ: إن أردت أن تستريح إملأ جعبتك بريش الطيور، واعبر على كل بيوت القرية،
وضع ريشة أمام كل منزل
في طاعة كاملة نفذ الفلاح ما قيل له، ثم عاد إلى شيخه متهللاً، فقد أطاع
*******
قال له الشيخ: الآن إذهب اجمع الريش من أمام الأبواب
عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب،
فعاد حزينا
عندئذ قال له الشيخ: كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك، !
ما أسهل أن تفعل هذا؟! لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك
إذن عليك ان تجمع ريش الطيور.. او تمسك لسانك
*******
أحبابي تذكروا قول الله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
وقول نبينا عليه الصلاة والسلام: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصة الثالثة : "كن دائما راضياً وقانعا بحكم الله"
اعمل بأحد المستشفيات بمدينة جدة وقاربت فترة دوامي على نهايتها ........
ابلغني المشرف أن شخصيه اقتصاديه تتعامل بمئات الملايين في الأسهم قادم وعلي استقباله
وإكمال إجراءات دخوله .....................انتظرت عند بوابه المستشفى .......راقبت من هناك سيارتي القديمة جداً وتذكرت خسائري الكبيرة وأقساطي المتعددة ..وعندها وصل الهامر .........ليكمل مأساتي ....حيث حضر بسيارة أعجز حتى في أحلام المساء أن أمتلك مثلها ... يقودها سائق يرتدي ملابس أغلى من ثوب الدفة
الذي ارتديه ....
دخلت في دوامة التفكير في الفارق بين حالي وحاله مستواي ومستواه شكلي وشكله ................
وقلتها بكل حرقه ومنظر سيارتي الرابضة كالبعير الأجرب يؤجج مشاعري ................
هذي عيشة عموما سبقته إلى مكتبي وحضر خلفي وكان يقوده السائق على كرسي متحرك
رأيت أن رجله اليمنى مبتورة من الفخذ اهتزت مشاعري وسألته !!
عندك مشكله في الرجل المبتورة !!
أجاب بلا !
قلت : فلماذا حضرت ياسيدي !!
قال : عندي موعد تنويم !!
قلت ولماذا !!
نظر الي وكتم صوته من البكاء ...........وأخفى دمعه حارة بغترته وقال
ذبحتني الغرغرينا ...........وموعدي هو من اجل بتر الرجل الثانية
عندها أنا الذي أخفيت وجهي وبكيت بكاءً حاراً ........ليس على وضعه فحسب
بل لكفر النعمة الذي يصيب الإنسان .........عند أدنى نقص في حاله
ننسى كل نعم المولى في لحظه ونستشيط غضباً عند اقل خسارة
هل أصبح المؤشر ليس للأسهم فقط بل لقياس مدى إيماننا الذي يهبط مع هبوطه
تحسست قدماي وصحتي فوجدتها تساوى كل أموال و كل سيارات العالم
وهذا غيض من فيض من نعم الله !!
فكيف بنا نحصر الرضا والغضب في مؤشر هبط اليوم وسيصعد غداً
هذا ماحدث لي بالفعل قبل عدة سنوات ومنذ تاريخه وأنا احتسب أي خسارة راضياً بحكم الله - - - - - -
أحببت أن تبكوا معي قليلاً على السخط الذي نبديه والعياذ بالله وان نوكلها إلى الله ..
لنعرف مقدار النعم التي نحن فيها ولا نجزع من ارتفاع مؤشر أو انهياره .........
قرأتها فهزت حنايا القلب ..
فأحببت أن تشاركوني قراءتها
منقوله