السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حوار بين الشمس والرياح
في يوم من الأيام ، قالت الرياح للشمس: ما رأيك ؟ سنتخذ هذا العجوز المستلقي على الأريكة في هذه الحديقة رهاناً وتحدٍّ بيننا ؟!
فقالت الشمس : رهاناً على ماذا ؟
قالت الرياح : على أن ننزع عنه معطفه الذي يرتديه.
فقالت الشمس : قبلت الرهان.
بدأت الرياح تصدر
أصواتاً مدوية ومخيفة ، وتقذف هواءً وأتربة ، وتهيج ، وتشتد ، وتشتد ،
وتحاول بقوتها وسرعتها ، أن تنزع المعطف عن العجوز ؛ ولكنه للعجب ! كان
يتمسك بمعطفه بكل ما يملك من قوة ، وتزداد الرياح هوجاً ، وشدةً ، وصياحاً ،
ويزداد العجوز تمسكاً بالمعطف ، وتضطرب الرياح ، وترسل الهواء عبثاً ،
والعجوز يتمسك بمعطفه أكثر ، حتى توقفت الرياح ، وأعلنت ضعفها ، وعدم
قدرتها ، ثم أشارت الرياح للشمس ، أنه قد حان دورها.
فابتسمت الشمس ، وطلعت بهدوء ، وملأ الدفء المكان ، فشعر العجوز بازدياد الدفء ، فلم يجد للمعطف فائدة ، فنزع المعطف بكل هدوء وسلام.
قصة جميلة نسجها الخيال ، تُعلمنا كيف يكون التعامل الصحيح.
أحبتي .. لِمَ لا
نجعل تعاملنا مع بعضنا كتعامل الشمس ، وليس كتعامل الرياح ؟ فليس كل شيء
نستطيع الحصول عليه بالإكراه ، واستخدام الأساليب القاسية السيئة.
لِمَ لا يُزيّن
حياتَنا اللين والكلام الطيب والتعامل الودي ؟ فالكثير منّا يحاول أن يحصل
على ما يريده بطريقته الخاصة ، ولا يفكر ، هل تلك الطريقة هي المُثلى والتي
بواسطتها سيحصل على ما يريد ..؟! أم أنها ستبعده عن مبتغاه أكثر ..؟
فكل الأساليب
القاسية لا تعود علينا بالمنفعة ، فهي لا تجلب سوى التعب النفسي والجسدي ،
فهـلمّ بنا جميعاً لكي نكون كالشمس ونتعامل بسهولة وابتسامة مشرقة.
[
المجتمع هو مكان يحوي جميع الأفراد ، فإن لم يتغير الأفراد ، فلن يتغير
المجتمع ؛ فلنغير من تعاملنا مع بعضنا ، ولنمحِ ظاهرة العنف والإكراه ،
ونستبدلها بالكلمة الطيبة ، ليُصبح مجتمعنا أفضل ، وليصبح مجتمعنا مجتمعا
تسوده المودة والمحبة والفضيلة إن شاء الله ]