أكد مصدر برلماني في تشيلي أن عملية انقاذ العمال الـ33 المطمورين داخل أحد المناجم منذ شهرين ستبدأ في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (23:00 جرينيتش)، أي قبل أربع ساعات مما كان مقررا
.
وقال كارلوس فالجيز النائب عن إقليم كوبياجو حيث يقع المنجم في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية "من المؤكد أننا نستطيع بدء عملية الانقاذ اليوم عند الساعة الثامنة مساء".
وكانت قد أجريت في وقت سابق أولى التجارب على الكبسولة الفولاذية التي ستستخدم لإخراج العمال.
وأعلن وزير المناجم التشيلي لورانس جولبورن أن التجربة تمت بنجاح وأن الكبسولة أنزلت دون عوائق إلى مسافة قريبة من موضع العمال العالقين.
واضاف أن عملية الاجلاء ستستغرق 48 ساعة لرفع العمال من داخل المنجم المنهار الواقع على مسافة نصف ميل تحت الارض.
لكن كبير المهندسين المشرفين على عملية الانقاذ حذر من أن هناك دوما "مخاطرة" في محاولة نقل الأشخاص بصورة رأسية.
16 عامل انقاذ
وسيزور الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا موقع المنجم في وقت لاحق الثلاثاء وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث يجوب رجال الشرطة المنطقة الصحراوية البعيدة على ظهور الخيل.
من جانبه تعهد الرئيس البوليفي ايفو موراليس بزيارة المنجم والعمل على عامل بوليفي من بين العمال الـ33 المحاصرين.
جرت عدة تجارب على معدات الانقاذ
ويشارك في هذه المهمة 16 من العمال الذين تلقوا تدريبا متقدما في عمليات الانقاذ وعناصر من القوات التشيلية الخاصة.
وسيتم انزال اربعة من عمال الانقاذ لمساعدة عمال المناجم للعودة الى السطح، لكن لن يخبر من يقومون بهذه المهمة إلا في اللحظة الأخيرة.
جو من الترقب
أما عمال المناجم، فقد ابلغوا بمن سيتم انقاذه أولا حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
ولم يتم الكشف عن أول العمال الذين سيتم انقاذهم، لكن يعتقد أن يكون من بينهم أكثرهم من حيث الخبرة والتوازن النفسي في حال ما حدث خطأ أثناء عمليات الانقاذ الأولى.ومن ثم سيتم انقاذ الأكثر ضعفا والمرضى.
عائلات العمال المحاصرين في انتظار خروجهم
وكان منجم سان خوسيه للذهب والنحاس في صحراء أتاكاما قد انهار في الخامس من اغسطس/ آب.
ويقول المراسلون إن جوا من الترقب قد ساد الموقع المحيط بالمنجم، حيث تجمع أقارب العمال وهم يعدون الساعات انتظارا لانقاذهم.
وتوافد الصحفيون من مختلف أنحاء العالم إلى موقع المنجم لمشاهدة عملية الانقاذ.
وانتهى عمال الانقاذ من تدعيم فتحة الخروج صباح الاثنين، وقرر المهندسون تبطين جزء فحسب من الفتحة الضيقة البالغ طولها 625 مترا تقريبا بأنابيب معدنية بهدف تجنب حدوث اي كارثة في اللحظة الاخيرة.
وقام عمال الانقاذ بتركيب الانابيب لتجنب خطر الصخور المنفصلة عن جدران المنفذ الذي تم حفره باستخدام حفار.
إنتهاء عملية إنقاذ عمال المنجم في تشيلي بنجاح والفرحة تعم البلادهمد
انتهت في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس 14/10/2010 بتوقيت تشيلي، عملية إنقاذ 33 عاملا ظلوا محصورين في منجم في عمق الأرض في تشيلي لأكثر من شهرين مع صعود آخر عامل منهم إلي السطح في كبسولة خاصة.
وعمت حالة من الفرح جميع أرجاء تشيلي بعد أن تكللت العملية التي وصفت بأنها الأكبر من نوعها بنجاح.
وكانت عملية الانقاذ قد بدأت أمس الأربعاء، وكان فلورنثيو أفالوس هو العامل الاول الذي تم إنقاذه، والذي فور خروجه سالماً، احتضن ابنه البالغ من العمر سبع سنوات بين ذراعيه، ثم عانق زوجته مونيكا وأخيراً الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا وعدداً من الأشخاص الذين كانوا بانتظاره عند فوهة البئر.
واستخدمت كبسولة الإنقاذ التي صنعت خصيصا لهذا الغرض في عملية نقل العمال واحدا بعد الآخر على مدى اثنتين وعشرين ساعة.
وحيا الرئيس سيباستيان بينييرا ملاحظ الوردية لويس اورزوا الذي كان اخر من انقذ، وهو الذي ساعد العمال على تحمل فترة الـ17 يوما الاولى تحت الارض قبل ان يتم الاتصال مع العالم الخارجي.
وقال وزير المناجم لورنس غولبورن ان عملية الانقاذ سارت باسرع من المتوقع، حيث كان مقررا ان تستغرق 48 ساعة ثم قيل نحو 30 ساعة.
وكان الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا
وحرمه سيسيليا موريل وأقارب العمال المنكوبين على رأس بئر المصعد لاستقبال العمال واحدا تلو الاخر.
وتجرى تباعا فحوص طبية مبدئية على العمال في المستشفى الميداني الذي أقيم لهذا الغرض، ثم تقوم مروحيات بنقلهم إلى مستشفى آخر في مدينة كوبيابو لتقديم الرعاية الطبية الكاملة.
وانطلقت عملية الإنقاذ بعيد الحادية عشرة والربع من ليل الثلاثاء بالتوقيت المحلي، وأظهر نقل حي بالفيديو من ملجأ العمال فلورينسيو أبالو وهو يستعد للصعود على متن كبسولة فينيكس.
وقال الرئيس التشيلي في كلمة ألقاها بالمناسبة: "عندما تتحد تشيلي، نستطيع إنجاز أشياء عظيمة."
وقال وزير الصحة التشيلي خايمي ماناليتش إن الحالة الصحية للعمال الثلاثة والثلاثين "جيدة على العموم".
وأثناء رحلتهم إلى السطح ارتدى العمال طقما بيولوجيا شبيها بذاك الذي يرتديه رواد الفضاء لرصد معدل دقات القلب، والتنفس واستهلاك الأوكسيجين.
وآخر من صعد الي السطح هو لويس اورزوا (54 عاما) الذي كان رئيس نوبة العمل وقت انهيار المنجم.
وتفجرت موجة من الاحتفالات في ارجاء البلاد بينما كان يخرج من الكبسولة ليلقى استقبال الابطال فوق منجم سان خوسيه للذهب والنحاس في صحراء اتاكاما في شمال تشيلي مرتديا خوذته ونظارة داكنه لحماية عينيه بعد أن قضى 69 يوما في نفق معتم.
وفتح عمال الانقاذ باب الكبسولة وعانقوا اورزوا الذي أصر طوال المحنة على انه لن يغادر النفق حتى يتم اجلاء جميع العمال الاخرين بسلام.
والان هم جميعا سالمون بفضل عملية انقاذ تم التخطيط لها باتقان وسارت بشكل اسرع واكثر سلاسة مما كان يعتقد الجميع.
وسجل العمال الثلاثة والثلاثون رقما قياسيا عالميا جديدا للبقاء على قيد الحياة وهم محصورون في باطن الارض.
وفي واشنطن، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تقديره للجهود التي بذلت في عملية الإنقاذ. وقال "دعوني أشكر العديد من ذوي النوايا الحسنة في تشيلي وفي الولايات المتحدة أيضا وكل أنحاء العالم ممن ساهموا في عملية الإنقاذ كفريق وكالة الفضاء الأميركية الذي ابتكر كبسولة الإنقاذ وشركات القطاع الخاص التي صنعتها والمهندسين الأميركيين الذين جاؤوا من أفغانستان لتشغيلها."
يشار إلى أن كتلا صخرية منهارة يقدر وزنها بـ700 ألف طن قد تسببت في إغلاق مدخل المنجم في الخامس من آب الماضي، مما أدى إلى محاصرة العمال لـ69 يوما.