بـراكين دمــاء
شعر دكتور/عبد الخالق العف
أسير وظل أيـامي أسيـــر قسا قلبي وأوهنني المســير
تمر بي السنون وقد أراهــا بطيف العمر تطويها الدهـور
ففي عيني سـد من جــليد وفي الإحساس يسكن زمهرير
فلا دمع تحدر من عيــوني ولا الأنـــات يطلقها الزفير
فلما أن صحوت على منــاد ورجـع الصـوت يندبه الأثير
أصم السمع ناع من شــمال وأشــلاء بهـا قـانٍ غزير
تنـاثر فوق أرصفة حــوان على الزهرات يحرقها السعير
وتلفــح وجـههم نار تلظى وتزهــق روحهم حمم تطير
براعم مزقتهـا الريـح ظلت زهـورا لم يفـارقهـا العبير
حرائر احرقت وهوت لهيبـا على الرمضـاء منها تستجير
وطفل يسـتغيث ولا مجــيب سوى رجع الصراخ له مجير
وثكلى ترسل الآهــات حرى فلا يرتد للشــكوى نصـير
لقد أسـمعت لو نـاديت حـيا ولكن لا حيـــاة لمن "تثير"
ولو ثــارث براكيـنا دمـائي لغطى جبهة الشـمس النثـير
ولو أطلقت في الآفاق صـوتي لصم الكون أو سـكت البشير
ولو سـكبت على فقد دموعي لهاج النهر أو فـاضت بحور
ولو فاضت لظن العرب لونـا من الترفيه يرسمه الســمير
وراحوا في الوثير من الحشايا تضمهم الجواري والقصـور
وداعب جفنهم نوم طـــويل وحلم الصحو في اللقيا قصير
تساوى في الجوارح كل حـسَ تبلدت الرؤى وذوي الشـعور
فطعـــم الذل في ثـغر زلال ومس الشـوك في كف حرير
وما تحــوى عباءتهم عجيب بثور للهوان لها قــــشور
وما تحوى سرائرهم غــريب سرور الفسق في الأخرى ثبور
لقد أضنى فؤادي صمت قومي عـن الآمال تدميها الشــرور
فظلم ذوي القرابة ذو شـجون وجور الحكم في الدنيـا فجور
إلهي فانتصر لدمـاء شــعبي ومجد صانه وطن أســــير