السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمر علينا اليوم ذكرى أليمة لشعب فلسطين وخاصة أهل غزة الأبطال 27/ 12 / 2008 م** تاريخ لا يمكن نسيانه من ذاكرة الشعب الفلسطيني **في ذكرى الحربـ الثانية علي قطاعـ غزةكأنها بدأت بالأمس فقط، وبالأمس انتهت، وما بين البداية والنهاية اثنان وعشرون يوما، هي عمر العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على غزة في مثل هذا اليوم قبل عامين من الماضي.. ذكرى يستحيل على الذاكرة نسيانها أو حتى الكف عن التفكيربيومياتها القاسية في شتاء ملتهب بفعل مئات الأطنان من الصواريخ والحمم التي اُسقطت من الطائرات الحربية، وأحالت غزة إلى بؤرة من الجحيم والقهر، والعزّة والشموخ أيضا.
في ظهيرة ذلك اليوم (السبت) بدأ العدوان، وبصورة لم يتخيلها أحد، رغم أن الجميع كان يدرك بأن حربا ستندلع لا محالة بناء على الظروف التي كانت سائدة حينذاك.. البداية الصاعقة لم تتطلب سوى لحظات.. فيها أغارت عشرات الطائرات الحربية المتطورة على أكثر من خمسين مقرا أمنيا وشرطيا، ومزقت أجساد نحو 300 شخص، أصبحوا في غضون ثلاث دقائق شهداء!رويدا رويدا بدأت بعد ذلك الحرب تزداد ضراوة.. رائحة الموت تنتشر في كل مكان، والصواريخ لا تكف عن السقوط على رؤوس المدنيين العزّل في بيوتهم والمدارس التي احتشدوا داخلها لعلها تحميهم.. الليل يحل مبكرا جدا، ويسدل ستاره المعتم دون كهرباء تخفف إنارتها من كلحته، والنوم يجافي عيون الجميع مع توالي الأنباء عن ارتفاع أعداد الشهداء.
في الصباح تبدأ مراسم دفن من استشهدوا ليلا، وحفر قبور من سيلحقون بهم في الليلة التالية، يحاول البعض اللجوء إلى المذياع لسماع آخر الأخبار، فيفاجأ بصوت عربي مكسّر، يتوعّد كل من تسوّل له نفسه حماية رجال المقاومة، أو اقتناء سلاح.. يغير الإشارة إلى إذاعة أخرى، فيجد الصوت نفسه بالانتظار!، يهرب من المذياع فيلاحقه نفس الصوت ولكن في الهاتف المحمول إن كان يحمل في جعبته قليلا من كهرباء تعينه على العمل.
الأيام تمضي ثقيلة، موحشة، حزينة، ومعها تشتد ضراوة العدوان، يأتي دور التوغل البري، ومن اجل تغطية الجنود الذين تجشموا عناء الدوس على تراب غزة، تصاب الآليات العسكرية بالجنون، وتطلق النار على كل شيئ، تحرّك أو ظل في مكانه، فيزيد عدد الشهداء، ويزداد الدمار في البيوت والمزارع والشوارع، وفي المقابل تجد المقاومة الفرصة سانحة أمامها للتصدي، تَضرب فتوجع، فيزيد الجنون الإسرائيلي.
يسمع البعض عن تحركات وتظاهرات عارمة في الخارج، فترتفع قليلا الروح المعنوية، لكن سرعان ما يعود الإحباط، إذ إن أعداد الشهداء في ارتفاع مذهل، والمؤن تبدأ بالنفاذ، وصراخ الأطفال الجوعى ينافس أصوات "الزنانة" التي ترفض مغادرة أجواء غزة ولو للحظة واحد.
على هذا المنوال تستمر الأوضاع حتى تكمل يومها الثاني والعشرين، وحينها تتوقف الحرب، وتتكشف الحقائق.. شهداء بالجملة تفحّم بعضهم بفعل الفوسفور الأبيض، وتقطع غيرهم بفعل الصواريخ الفتاكة.. دمار هائل أعاد غزة عقودا إلى الوراء، وخيام تُنصب من جديد في مخيمات خاصة، ظلت قائمة حتى اليوم، تماما كما هو الحصار باق، بل وازداد حدة ببناء سور فولاذي "عربي" على الحدود من أخوانا المسلمون الأشقاء بدلاً من أن يفتحوا علينا المعابر وأن يقفوا بجانبنا يقفوا ضدنا ويغلقون علينا جدار الموت وعن قريب ستسمعون جدار لمنع الهواء عن غزة المحاصرة
.
والآن اترككم مع صور المجازر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فمن هنا كلن لابد لنا أن تكون لنا
( لمسة وفاء )
لجميع الشهداء والجرحى والأسرى
ولشعب الفلسطيني