بعض تأثيرات نقص الحديد:
1 يؤدي إلى الضعف العام وعدم مقاومة الأمراض.
2 يؤدي إلى ضعف الشهية في المستقبل فتعاني الأم من أن طفلها لا يأكل.
3 يضعف القدرة على التحصيل الدراسي فيؤدي ذلك إلى التخلف الدراسي، لهذا أعتقد أن جزءا من مشكلة تقصير أبنائنا في التحصيل العلمي مرده إلى نقص عنصر الحديد في تغذية أبنائنا في صغرهم.
* أسباب المرض:
1 عدم كفاية الحديد في تغذية الحامل بالذات في الشهور الثلاثة الأولى.
2 الاعتماد فقط على الرضاعة الطبيعية دون إعطاء الطفل مكملات للتغذية بعد الشهر السادس بحد أقصى.
3 النزيف المتكرر من جروح وغيرها اومن وجود طفيليات في الأمعاء مما يسبب النزيف الداخلي وهوغير ملحوظ.
4 تغذية الطفل بحليب الأبقار قبل إتمامه السنة الأولى، ولا يختلف كون الحليب طازجاً اومبستراً اوبودرة وكذلك لا تأثير لكون الحليب قليل الدسم ام لا.
وهنا أحذر الأمهات من الاعتماد على ذلك الحليب لأنه من أهم مسببات المرض في مجتمعنا.
"فيه بأس شديد" ... نعم انه عنصر الحديد ذلك العنصر الغذائي الذي يتوفر في الكبد واللحوم والكلى والقلب والسبانخ وكثير من الخضار الورقية الخضراء، ومن قدرة الله عز وجل أن جعل له خاصية لا توجد إلا فيه وهي القدرة على التحول ما بين شكلين أوصورتين كيميائيتين تجعل له القدرة على حمل الأكسجين في الجسم، ويفسر بعض العلماء الآية الكريمة «وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس» .
أن الحديد نزل من السماء ولم يخلق على الأرض بداية، فكما أن ذا القرنين جعل منه سداً منيعاً حجز يأجوج ومأجوج إلى ما قبل قيام الساعة، فهوحصن منيع لنا أيضا ضد كثير من الأمراض، ومن إعجاز الله أن جعله يخزن في كبد الطفل أثناء الحمل بما يكفيه لحوالي أربعة أشهر، أوحتى ستة أشهر بعد الولادة أن كانت تغذية الأم سليمة وتحوي الحديد، أوأنها تتناول حبوب الحديد التي تصفها لها الطبيبة بعد التأكد من الحمل، لكن لماذا يخزن في الكبد؟؟؟
- والجواب لأن الحليب فقير في ذلك العنصر ولا يمكن أن يمد الطفل باحتياجه اليومي، فإن كان المخزون قليلا نتيجة لعدم اهتمام الأم بتغذيتها أثناء فترة الحمل، فإن احتمال إصابة الطفل بالمرض أمر شبه مؤكد، وأعتقد أن الأم تتحمل تبعات ذلك ووزره لأنها مسؤولة عنه أيضا..
* لماذا لا يكون الحليب غنيا به مادام الطفل بأمس الحاجة إليه؟
لأن الكالسيوم مهم أيضا لبناء هيكل الجسم وعقله ووجود الكالسيوم يقلل من امتصاص الحديد، والعكس أيضا صحيح فقد شاءت قدرة الله عز وجل أن يوفر للطفل حاجته من كلا العنصرين، دون أن يؤثر أحدهما على الآخر.
إذن هل عرفت عزيزتي الأم الكريمة لماذا نحرص على تغذية الحامل وإعطائها الحديد.
* كيف تجني الأم على طفلها ؟!
- إذن بعد الشهر الرابع أو بالكثير السادس إن لم يحتو غذاء الطفل على عنصرالحديد فسيواجه مشكلة كبيرة ليس له يد فيها، فالمخزون في الكبد قد انتهى والحليب ليس مصدراً جيداً، وحاجة الجسم له ماسة فإن لم تنتبه الأم وتقدم لطفلها الغذاء المناسب، أوحتى أغذية الأطفال المصنعة المناسبة والغنية بالحديد فإنما هي تجن على الطفل طوال حياته فيكون معرضا للأمراض ويتأخر في دراسته على الرغم من ذكائه عامة ولكن عند المذاكرة تبدأ المعاناة فالطفل لا يساعده جسمه ولا مخه على التركيز الدراسي.... ونقول إن ابننا ذكي ولكن لا ندري لماذا يكره الدراسة وما ندري أننا سبب في بداية المشكلة.
أكدت الدراسات ان نسبة حدوثه في مدينة الرياض حوالي 42% عند الأطفال الأقل من ثلاث سنوات وذلك حسب دراسة الدكتور ابراهيم الفواز، وفي تبوك حولي 53% حسب دراسة الدكتور إبراهيم الحفظي، ولكني وجدت أن النسبة أقل قليلا 37% بعد تلك الدراستين بثلاث سنوات.
* التركيز على عمر ثلاث سنوات:
لماذا يتم التركيز على الأطفال في عمر ثلاث سنوات؟ لسببين أولا انتشار هذا المرض خلال هذه الفترة أكثر من غيرها، وثانيا لأنها هي الفترة الحرجة فإن لم يعالج المرض خلال هذه الفترة فلا يمكن تدارك تبعات اومضاعفات المرض بعد ذلك، نعم أعيد وأكرر أنه لا يمكن تدارك المشكلة مهما بذلنا من أسباب، نعم يشفى الطفل من فقر الدم ولكن تكون خلايا الأعضاء ومنها المخ قد اكتملت مع النقص، فتبقى مشكلة انخفاض قدرة التحصيل العلمي ملازمة له طوال حياته.
* ما هودور الحديد في الجسم؟
يتركب خضاب الدم (الهيموجلوبين) من أربع ذرات حديد (هيم) وجزيء بروتين (جلوبين)، وهذا الحديد يربط الأكسجين بالهيموجلوبين الذي ينقله من الرئتين إلى خلايا الجسم حيث تستفيد منه في التنفس، فلا نتصور أن يعيش إنسان بلا تنفس، ولو لدقائق معدودة، لهذا يعمد المسعفون إلى ضمان تنفس المصابين في الحوادث المختلفة قبل التفكير في النزيف أوالكسور، فإذا لم يصل الأكسجين إلى الخلايا لم تنم أوأنها تموت إذا تم تخليقها فيحدث عدم اكتمال لنموذلك الجزء من المخ مثلا، فلوتصورنا أن الهيموجلوبين هوالسيارة التي تنقل الأشياء فإن الحديد هوالمقصورة «الغمارة» أوالمراتب أوالصندوق والحبال التي نثبت بها الأكسجين.
* هل ابني مصاب بالمرض؟
آمل أن يكون الجواب لا، ولكن كثيرا من الأمهات التي عرضت عليهن فحص أطفالهن ذكرن انه لا حاجة لذلك لأن الطفل صحته جيدة وحركته ممتازة، ويكون جوابي لهن إن ذلك لا يعني عدم إصابته بفقر الدم، فلا علاقة لزيادة الوزن بالحديد.
فزيادة الوزن مرتبطة بزيادة السعرات الحرارية (الطاقة) عن احتياج الشخص.
أما نقص الحديد فسيؤدي إلى نقص خضاب الدم (الهيموجلوبين).
* أعراض المرض؟
لا يمكن التأكد الا من خلال تحليل الدم، وتختلف الأعراض تبعا لشدة المرض، ولكن من أهم الأعراض:
1 الضعف العام، والتعب بعد بذل بعض المجهود مثل صعود الدرج أواللعب، فيبدأ الطفل باللعب ثم لا يستطيع إكماله إلا بصعوبة مع تحامله على نفسه لحبه للعب أصلا.
2 الدوخة بعد الوقوف مباشرة وزغللة العينين، ويصعب معرفة ذلك عند الطفل.
3 العصبية غير المبررة، بمعنى أن يزعل الطفل بدون مقدمات، أويغضب من أتفه الأسباب، مع تقلب واضح في مزاجيته.
4 أن تكون أظافر يديه مستوية وغير محدبة حول الإصبع بل قد تكون مقعرة تشبه الملعقة، وهذا يكون في الحالات المتقدمة.
5 هناك أسباب أقل أهميه اوانها يمكن ان تتداخل مع أسباب أخرى فلا داعي لذكرها لكيلا ندخل الشك في قلوب الأمهات دون مبرر.
* ما هو دور الأسرة ؟
1 أخذ الطفل اليوم وليس الغد الى المركز الصحي وطلب فحصه عن فقر الدم وعدم الممانعة من أخذ عينة من الدم.
2 للحامل: الرجاء تناول حبوب الحديد حسب ما تصفه الطبيبة، وتذكري ان ذلك لا يزيد في حجم الطفل حيث تخشى بعض الأمهات ان ذلك يجعل الطفل كبيرا فتصعب الولادة، ثم احرصي على التغذية السليمة التي تشمل اللحم الأحمر والسبانخ والملوخية مع تناول الفواكه لأن فيتامين ج يزيد امتصاص الحديد.
3 لأم الرضيع: احرصي على الرضاعة الطبيعية، بعد الشهر السادس بحد أقصى قدمي له الأغذية التكميلية.
4 للجميع: تغذية سليمة بتناول الأغذية الغنية بالحديد المذكورة بعاليه، مع تجنب الأغذية التي تقلل امتصاص الحديد وهي مشروبات الكولا، والشوكولاتة، والشاي بالذات مع الوجبات أوبعدها بقليل، وعدم تناول الحليب ومنتجاته مع الأغذية الغنية بالحديد لأن الكالسيوم يقلل امتصاص الحديد كما ذكرنا.
مع مراعاة تجنيب الاطفال الشوكولاتة والشاي والكولا .
** نصيحتي للأطباء:
1 توجيه فني المختبر بأخذ عينة بسيطة من الدم لأن أنابيب عينات الدم التي نراها في المختبر أكبر من المطلوب.
ونحن لا نحتاج إلا لعينة بسيطة، ان ذلك يشجع الأم على إعطاء عينة دم وهذا ما شاهدته حين أحضرت انابيب صغيرة.
2 بعد التأكد من انخفاض نسبة الهيموجلوبين وحجم كريات الدم الحمراء (mcv)عن المعدل الطبيعي، لا بد من التأكد من تقدير الفيريتين في مصل الدم (السيرم)، ولا يكفي الاعتماد على التحليلين الأولين لاحتمال أن يكون فقر الدم ليس بسبب عوز الحديد، وهذه هي توصيات منظمة الصحة العالمية.
3 تحويل المصاب بالمرض لاخصائي أواخصائية التغذية العلاجية إن أمكن، ولا يكتفي ببعض التوجيهات ولوكانت معروفة لديكم، فلديهم معلومات أوسع.
4 تذكير الأم بالرضاعة الطبيعية، والمكملات في وقتها وذلك لجميع الأمهات بعد الولادة الذي آمل أن يكون في مطوية صغيرة تأخذها الأم معها، والتوعية جزء من مسؤولية إدارات الشؤون الصحية.
** المكملات الغذائية المناسبة:
يمكن اختيار المكمل بناء على وضع وعمر الطفل وهل يرضع طبيعيا أم لا.
1 أغذية الأطفال التجارية ومنها حليب الأطفال المجفف والحبوب المدعمة بالحديد وبسكويت الأطفال، مع ضرورة اختيار المناسب لما بعد الشهر السادس.
2 التدرج في تغذية الطفل بالأغذية المناسبة التي ذكرناها في حلقات ماضية.
3 تقديم الحبوب (غير القمح) ثم القمح بعد الشهر التاسع.
4 تقديم اللحم المهروس بكميات قليلة بعد الشهر الثامن.
5 تنويع مصادر الحديد بعد أن يكمل الطفل عامه الأول (لحوم حمراء، دواجن،)